حكايا

دكتور سوس والمخلوقات الغريبة


دكتور سوس والمخلوقات الغريبة
من أهم روّاد أدب الأطفال المعاصرين، اضطر للاستقالة من تحرير مجلة ساخرة بسبب تورّطه في بعض المشاكل في الكليّة
إعداد: لؤي وتد | رسم: شارلوت شاما

"اليوم، أنت هو أنت. وهذا أصحّ من الصحيح. لا يوجد أحد على قيد الحياة هو أنتَ أكثرَ منكَ أنتَ." هذا أحد أشهر اقتباسات دكتور سوس، وهو أحد أهم روّاد أدب الأطفال في القرن العشرين.
في الواقع كان اسمه تيودور سوس جيزل، ودكتور سوس كان اسم النشر لنصوصه. وُلد دكتور سوس سنة 1904 في ولاية ماساشوستس الأمريكيّة لوالدين من أصول ألمانية. ترعرع على المذهب البروتستانتي اللوثريّ وأنهى دراسته الثانويّة عام 1921. بعد الفترة الثانويّة بدأ بدراسة الفنون والرسم الكاريكاتوريّ في كلية دارتموث، وكان أحد المحرّرين لمجلة ساخرة في الكلية. بسبب تورّطه في بعض المشاكل في الكليّة فرضت عليه الإدارة الاستقالة من المجلة، ولهذا كان بحاجة إلى اسم نشر مستعار يُخفي هويّته ويوفّر له إمكانية النشر في المجلة، فبدأ بتوقيع رسوماته باسم سوس. بعد إنهاء دراسته في الكلية، كتب رسالة دكتوراة في جامعة أوكسفورد في موضوع الأدب الإنجليزيّ، وهكذا أصبح "دكتور سوس".

المخلوقات التي اخترعها والبلاد التي تطرّق إليها، هي عامل آخر أضاف رونقًا جديدًا ورائعًا على نصوصه

عمل دكتور سوس في المجلات كرسام كاريكاتير ساخر وكرسام لإعلانات كوميديّة، حتى بداية الحرب العالميّة الثانية. في الحرب العالمية الثانية تحولت رسومات دكتور سوس لرسومات سياسيّة لاذعة وحادّة. في سنة 1999، جمعها ريتشارد ماينر في كتاب "دكتور سوس يذهب إلى الحرب". بعد الحرب، بدأ اسم دكتور سوس يزدهر في عالم أدب الأطفال، إذ نشر في الخمسينات قائمة من أنجح نصوص الأطفال في القرن العشرين، نذكر منها: "لو أدرت حديقة الحيوان (1950)؛ هورتون يسمع هووو! (1955)؛ لو أدرت السيرك (1956)، القطة ذات القبعة (1957)؛ كيف سرق الغرينش عيد الميلاد! (1957)؛ البيض الأخضر ولحم الخنزير (1960).
حصل دكتور سوس على عدد كبير من الجوائز العالميّة لأدب الأطفال، وأصدر أكثر من 60 نصًّا أدبيًّا للأطفال تُرجمت إلى 20 لغة، وبيعت بأكثر من 600 مليون نسخة. لكن، ورغم هذا، يجدر بالذكر أنّ نصوص دكتور سوس هي من أصعب النصوص للترجمة إلى لغات أخرى، لأنّ سحرها في لغتها. فقد تميّزت نصوصه بالكثير من السجع السهل والكتابة البسيطة من غير الالتزام بقواعد وقوانين الكتابة، بالاضافة إلى قدرته على اختراع الكلمات واستعمالها كأنها مألوفة منذ فجر اللغة. المخلوقات التي اخترعها والبلاد التي تطرّق إليها هي عامل آخر أضاف رونقًا جديدًا ورائعًا على نصوصه. هذه الشخصيات كانت تدمج الواقع بالخيال بطريقة نادرة نادرًا ما شهدها أدب الأطفال مسبقًا؛ فمن الصعب أن تميّز ما إذا كانت المخلوقات التي يتكلّم عنها واقعيّة أم لا.

أصدر دكتور سوس أكثر من 60 نصًّا أدبيًّا للأطفال تُرجمت إلى 20 لغة، وبيعت بأكثر من 600 مليون نسخة

بين نصوص دكتور سوس الأقلّ شهرة ممّا ذكر أعلاه، كتاب " The Sneetches and Other Stories"، الذي يضمّ أربعة نصوص منفصلة هي: "The Sneetches", "The Zax", "Too Many Daves", "What Was I Scared Of?". ما يميّز هذا الكتاب ويدفعنا للتطرّق إليه بشكل خاص، هو الموضوعية المباشرة التي يتطرق فيها دكتور سوس لقضايا العنصرية في "The Sneetches". كتبت القصة سنة 1961، وفيها يعرض دكتور سوس نقدًا لاذعًا لقضية اللاسامية التي تصعّدت في الحرب العالمية الثانية، من خلال حيوانات خلقها في نصه وأسماها"سنيتش". السنيتش هو نوع من البطّ الضخم الذي يعيش في مجموعات، وفي القصة يحمل بعض السنيتش نجمة خضراء على صدورها. وهكذا يبدأ الاضهاد بين المجموعتين، ومن خلاله يبلور دكتور سوس قصة المحرقة والأيديولوجيا النازية بكلمات بسيطة جدًّا- وحتى مضحكة في بعض الأحيان. في هذا الرابط مرفقة القصة كفيلم كرتوني.
حتى عام 2016 أُنتجت أربعة أفلام مبنيّة على نصوص لدكتور سوس، وهي: كيف سرق الغرينش عيد الميلاد! (2000)، القطة في القبعة (2003)، هورتون يسمع هووو! (2008) ولوراكس (2012)، إلى جانب مسلسل كرتونيّ صدر في 1971، معتمداً على قصة القطة ذو القبعة.

تعليقات (1)

  • باهرة جبارة (not verified)

    وين ممكن نحصل على كتبه مترجمة للعربي
    واين تعرض افلام قصصه

إضافة تعليق